النوباني 71 عاما الذي مثل دور أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان في المسلسل التاريخي مالك بن الريب "لم يعد يقوى على الصمت، لأن الضرر الذي أصاب الفنانين لا يحتمل، ويترافق ذلك مع تجاهل رسمي لدعم وإغاثة الفنانين"، وفق النوباني.
ويضيف النوباني بحرقة -بعدما أمضى 50 عاما بالتمثيل- "لم تعد الحركة الفنية والثقافية على جدول اهتمامات الجانب الرسمي، ومع الأسف نعاني من سوء إدارة من القطاع الرسمي والقطاع الخاص وحتى نقابة الفنانين"، داعيا لتشكيل "لجنة مختصة تجمع كافة أطراف الحركة الفنية والثقافية لوضع الحلول، وهي متاحة وسهلة".
ووفق مختصين فإن الحركة الفنية والثقافية تتقاطع مع بناء الإنسان في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
من الأعمال الفنية لمسرح الشمس (وسائل التواصل الاجتماعي)أزمة القطاع الفني الأردني مركّبة ومستمرة قَبل الجائحة، إلّا أن وباء كورونا فاقم من معاناة الفنان الأردني، وأتت على مداخيله، حتى بات ينتظر المساعدات المالية الطارئة من صندوق "همة وطن"، ليتسلم بعد طول انتظار 150 دينارا (210 دولارات) لمرة واحدة، وفق أحاديث فنانين للجزيرة نت.
نقابة الفنانين طالها الضرر أيضا، حتى باتت صناديقها المالية فارغة، مما اضطرها لوقف دفع الرواتب التقاعدية لمستحقيها من الفنانين، وتسريح الموظفين، وذلك نتيجة نفاد أموال صندوق التقاعد، وعدم وجود إيرادات جديدة، نتيجة توقف دفع المستحقات المالية من أعضاء النقابة، بسبب تعطل الإنتاج الفني خلال الجائحة، إضافة لعدم وجود دعم حكومي لهذه الصناديق، وذلك بحسب نقيب الفنانين حسين الخطيب.
وتتراوح قيمة الراتب التقاعدي للفنان بين 200 و360 دينارا، (280-500 دولار) شهريا، ويرى فنانون أن الأعمال الفنية والدراما بحاجة لاستثمار حقيقي، كما يتم الاستثمار بالقطاعات والأماكن السياحية والترويج لها، ويمكن للفنان الأردني أن يلعب دورا مهما في ذلك.
الفنان زهير النوباني متحدثا للجزيرة نت في بيته (الجزيرة)حالة الضرر أصابت أطراف الحالة الفنية من مسرح وغناء ودراما، سواء الدراما السينمائية أو التلفزيونية أو المسرحية، فباتت المسارح فارغة من المشاهدين، وتوقفت الأعمال المسرحية نتيجة إغلاقات الجائحة، حتى وصل الأمر بفنانين لـ"هجرة خشبة المسرح، والبحث عن عمل آخر". وفق مؤسس مسرح الشمس عبد السلام قبيلات.
ولا يرى قبيلات -في حديثه للجزيرة نت- أن جائحة كورونا هي السبب الرئيس في تراجع الأعمال الفنية، إنما "العقلية الرسمية التي تضع الفن والثقافة آخر اهتماماتها، ولا تعيرها الأهمية اللازمة، ولا تقدم لها الدعم اللازم".
وخلال شهر أبريل/نيسان الماضي ودعت الحركة الفنية المطرب الأردني متعب الصقار بعد معاناة مع المرض، وسجل قبل وفاته بشهرين رسالة عتب لمسؤولي بلاده على تأخرهم في تقديم العلاج الضروري له، واهتمامهم به، وقوبلت تلك الرسالة برعاية من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وتم نقله لمستشفى المدينة الطبية لتلقي العلاج، حتى توفي هناك.
أما قطاع الإنتاج الفني فله مشاكله الخاصة به، فتراجع الإنتاج الفني يرجع سببه لضعف إقبال القنوات التلفزيونية على شراء الأعمال الفنية، حتى بات الأمر مربوطا بموسم شهر رمضان فقط، إضافة للمنافسة الكبيرة بين الأعمال الدرامية الأردنية والعربية والتركية المدبلجة، وفق منتجين.
حتى بات المشاهد يختار المنصات الإلكترونية؛ لسهولتها وإتاحتها بكل وقت، وتسمح للمشاهد بمتابعة ما يريده، وذلك بعكس المسلسلات على القنوات الفضائية، حتى "بتنا أسيرين للمنصات الإلكترونية"، وفق حجاوي.
إضافة لتغير مزاج المشاهد الأردني والعربي خاصة من فئة الشباب، حتى باتت المسلسلات الأردنية البدوية التي تميزت بها الدراما الأردنية تفقد مشاهديها، بحسب منتجين.
وأمام سيل الاتهامات للجهات الرسمية بـ"قلة الاهتمام وتراجع الدعم"، يؤكد أمين عام وزارة الثقافة الأردنية هزاع البراري -للجزيرة نت- أن القطاع الفني يشكل جُل اهتمام الوزارة وجوهر برامجها وأنشطتها، ويتم تقديم دعم للإنتاج الفني، عبر إنتاج مباشر لعدد كبير من الأعمال المسرحية، ودعم مشاركة هذه الأعمال في المهرجانات الخارجية عن طريق شراء العروض.
وقدمت الوزارة دعما مباشرا للنقابة لمساعدة الفنانين الأشد تضررا من الجائحة، وتعاونت مع "حساب الخير" لمساعدة المتضررين من الجائحة العام الماضي وهذا العام، ونعمل على حل مشكلة الضمان الاجتماعي ومحاولة توفير دعم مباشر لصناديق النقابة، بحسب البراري.